توفر المراعي بيئة مناسبة لتربية الماشية ومصادر الثروة الحيوانية المختلفة، إضافة إلى كونها مصدرًا رئيسيًا للنباتات والأعشاب، ما يضعها في قائمة أكثر النظم البيئية أهمية.

مع ذلك؛ فهي تواجه العديد من التحديات نتيجة التغيرات المناخية التي باتت آثارها واضحة؛ خاصة وأنها تستجيب للتغيرات المناخية بسرعة كبيرة، بحسب دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشروا نتائجهم في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن" (Nature Ecology & Evolution) في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

المراعي

تلعب المراعي دورًا محوريًا في تعزيز الإنتاج الزراعي والتنوع البيولوجي والاستدامة. إضافة إلى كونها أبرز مصادر الغذاء للحيوانات والماشية. من جانب آخر؛ فهي أحد الأدوات الفعالة في خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ما يساهم في حل أزمة المناخ. لذلك، تُعد المراعي أو الأراضي العشبية عامةً من أهم النظم البيئية على كوكب الأرض. لذلك، يسعى العلماء والباحثون طوال الوقت لدراستها عن كثب ومعرفة مدى تأثرها بالتغيرات المناخية التي تُشكل تهديدًا لمختلف أشكال الحياة على الأرض.

تجميع

على عكس الغابات والنظم البيئية التي تستغرق وقتًا طويلًا نسبيًا للاستجابة للتغيرات المناخية، هناك المراعي المملوءة بالنباتات أيضًا؛ لكن استجابتها مختلفة. لهذا راح العلماء يجمعون بيانات لفترات زمنية تمتد لعقود لمجتمعات المراعي لنحو 12 موقعًا، وحللوا البيانات جيدًا.

تكيّف أم فقدان؟

وجد الباحثون أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف، تستجيب المراعي بسرعة؛ إذ تزداد هيمنة الأنواع النباتية الأكثر تكيفًا مع تلك الظروف بالمراعي. وهذا يعني أنّ الأنواع النباتية الأخرى التي تفضل الظروف الباردة أو الرطبة ستكون أقل تكيفًا مع تلك البيئة، ما قد يؤدي إلى فقدانها، وعليه تظهر بعض التهديدات حول التنوع البيولوجي في تلك المناطق.

من جانب آخر، أكد الباحثون أنّ التغيرات الحاصلة في النظام البيئي للمراعي، المتمثل في هيمنة بعض الأنواع النباتية التي تفضل تلك الظروف، لا يعني بالضرورة أنّ هذا نوع من التكيف، وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لإثبات أو نفي ذلك.

على الرغم من أنّ الدراسة أُجريت على مناطق محددة في إحدى مقاطعات كاليفورنيا؛ إلا أنه من المتوقع أن تُعمم في المناطق الأخرى، ويعتمد ذلك على مدى سرعة التغيرات المناخية.